أرشيف المدونة

لو سألت أي إنسان هل تحب الخير للناس ؟ سيجيبك : نعم
و لو سألت أي شخص هل تحب الظلم و القهر؟ و العدوان سيجيبك : لا
و لو سألت أي فرد هل تحب الحرب و الدمار و الخراب ؟سيجيبك : لا
و لو سألت أي إنسان هل تحب الألفة و المحبة و المودّة و الرحمة؟ سيجيبك : نعم
فهل يعني هذا أن كل الناس يحبون الخير و يكرهون الشر ّويميلون إلى الجمال و يبتعدون عن القبح في القول و الفعل و المظهر ؟ .

و لو كان ذلك صحيحا فلماذا نجد أن المجتمع ساد فيه الشرّ و الكذب و النفاق و الزيف و طغت فيه الأنانية
والفردية ؟ .
إن هذا التناقض بين الذي نسمعه من تصريحات وبين الواقع المعاش يدلّ على أن هناك فرق كبير بين ما يقال و بين ما يتم عمله أو بين القول و الفعل . فالذي يحدّثك عن العدل و المساواة و الخير لجميع الناس فهو في الواقع لا يبحث إلا عن التباهي بنفسه أمامك بإظهارها في صورة حسنة ، لذلك فلا يجب أن نغترّ كثيرا بما نسمعه من خطب رنّانة مليئة بالوعود الزائفة و الأماني الكاذبة يلقيها علينا أشخاص تميزوا سلبا بجشعهم و جبروتهم و حبّهم المفرط لذواتهم . يجب أن نعرف دائما أن الخبر في البلاغة كلام ، و الكلام يحتمل الصدق و الكذب و مع الأسف نجد نسبة الكذب أعلى بكثير من نسبة الصراحة و هو ما يدلّ على أنّ الكلام سهل و لكنّ الفعل غاية فى الصعوبة . فمتى يأتي اليوم الذي توافق فيه النظرية الممارسة ؟؟؟
إنك لو سمعت الأخبار المحلية لبلدك ما ستجد أن نسبة النموّ في الإنتاج الزراعى تقدّر بـكذا مليون....؟ و نسبة النموّ في المجال الصناعي تقدّر بـكذا مليون ....؟ و في المجال السياحي تقدر بكذا مليون....؟ و تسمع بأن نسبة الفقر قد تقلصت او انعدمت.. و نسبة التعليّم قد ارتفعت و تسمع الكثير من الأخبار التي تدلّ على المجهودات الضخمه التي تبذلها الحكومة من أجل تجاوز الأزمات و حل المشاكل و خدمة المواطن .... و لكنك عندما تخرج من بيتك إلى الشارع و ترى عدد المتسوّلين و الفقراء وتسمع الشكوى من ضيق العيش تتأكد أن كل ما كنت تسمعه هو مجرّد أكاذيب ووعود فارغة لا أساس لها من الصّحة ، و تتأكد أن الفرق كبير جدا بين الكلام والفعل .
إنك لو سمعت أي خطاب سياسي في بلدك ستجده ممتلئا بالوعود . فلا وجود للظلم و لا وجود للمحاكمات السياسية التعسفيّة ، و لا وجود للتعذيب و القهر و القمع و ستجد المسئولين يتحدثون عن العدل وعن تكافؤ الفرص بين مختلف الأفراد و الشرائح الإجتماعية ، و ستجده انه يتحدث عن حقوق الإنسان و عن حقوق الحيوان و الحشرات وكل المخلوقات .. . و لكنك إذا عدت للواقع تجد أن ما سمعته ليس إلا حلما يصعب تحقيقه إن لم يكن مستحيلا ، فالعدل لا وجود له على أرض الواقع و المساواة لا يعرف الناس معناها الحقيقي ولا اين هى؟، و هو ما يؤكد أن الكلام يتناقض تماما مع الواقع .
يتحدث رئيس ناديك المفضل في بداية الموسم الرياضي فيصرّح بأنه قام بانتدابات لها قيمة ، فأتي بلاعبين من ذوي المهارات العالية ، و انتدب مدربا له من الكفاءة والخبرات الشيء الكثير و قام الفريق بعمل معسكرات تدريب و بمباريات وديّة عديدة تجعله يلعب في هذا الموسم الرياضي من أجل الحصول على لقب البطولة . ثمّ يصرّح نفس المسئوول في نهاية الدورى او الكأس فيقول : " لقد تمكنّا رغم قلة الإمكانيات و عدم إمتلاكنا للاعبين لهم الكفاءة اللازمة من البقاء في القسم الممتاز ، أو يقول لقد تحصلنا على مرتبة مشرفة رغم الصعوبات التي يعانيها الفريق . أليس هناك فرق كبير بين الكلام والفعل ؟؟؟
ندرس في المدارس و الجامعات عن الخير بين الناس ، و عن التعاون و التآزر و التكافل بين البشر ، و ندرس قيم الفضيلة و الصدق و الصراحة في القول و العمل ، و ندرس المثل الفاضلة و الأخلاق الحسنة و قيم الإنسانية , و ندرس و ندرس و ندرس .... و لكننا نكتشف في لحظة أن كل ما درسناه ليس إلا مجرّد نظريات جوفاء على الورق فقط ، و أن الحقيقة نقيض ما تعلمناه نكتشف فجأة أن الذي يحكمنا هو قانون الغابه " القويّ يأكل الضعيف " و نكتشف أن السلطة الطاغية على الأفراد و الجماعات هي سلطة الذات و المصالح الخاصة. أليست النظريات بعيدة كلّ البعد عن الافعال ؟؟؟؟

فيديو YouTube


تذهب إلى أي تاجر يبيع أي بضاعة و تسأله عن بضاعته سيقول لك إنّ هذه البضاعة صحية ، و لا يوجد مثيل لها في السّوق ، سيقول لك إن سعرها مناسب جدا و منخفض إلى أقصى حدّ ، و بأنه حبّا فيك سيخفض السّعر ، سيقول لك بأن هذه البضاعة تقاوم الزمن و تعيش مدّة طويلة ، و تتأقلم مع جميع الظروف و المناسبات . و لكنّك عندما تشتري هذه البضاعة تكتشف أنها فاسدة ، و أن كلّ ما قيل عنها زيف و كذب ، و تكتشف أن التاجر باعك إياها بضعف ثمنها الحقيقي . أليس هناك فرق كبير و تناقض صارخ بين الكلام والفعل ؟؟؟؟
تتصفح جريدة أو تستمع إلى إذاعة وطنية أو تشاهد بعض البرامج التلفزيونية فتجد أخبارا مفرحة تبهج القلب ، فلقد تحسنت الخدمات المقدّمة إلى المواطن في مختلف المجالات الحياتية كالصحة و التعليم و السكن و العمل و .... و....و تعلم من خلال وسائل الإعلام أن المسئولين في بلدك لا ينامون ، و يسهرون على مصلحة المواطن ، و يسعون إلى تقديم كل ما في وسعهم من أجل راحته و توفير الغد المشرق له و لكافة أبناء الوطن ، و لكنك عندما تزور أي مصلحة حكومية تلاحظ أن مستوى الخدمات زاد تدهورا ، و أن عدد الموظفين في القطاع العام تقلص بالرغم من ازدياد عدد السكان ، و تلاحظ أن أبناء وطنك يتضورون جوعا و لا يجدون ثمن الدواء والكساء و لا يجدون مساكن تأويهم وان الشباب لا يجد العمل فتكتشف أن بين الكلام والفعل فارق شاسع و تتأكد من أن الوعود والافعال خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا .
تعدك حبيبتك على الوفاء ، و بأنها لا ترى في العالم إلا أنت و بأنّها لا تهتمّ بالمادة و لا بالهدايا و لا بالذهب والمجوهرات و بأنها تقبل العيش معـــــك مهما كانت ظروفك ، و تعدك بأنها ستساعـدك و ستقف إلى جانبك ، و بأنها مستعدّة لمؤازرتك من أجل بناء عشّ الزوجيّة ، و بأنها لا تعيش إلا بنبض القلب و ستضحي بحياتها من أجــــلك ، فأنت بالنسبة لها الهواء الذي تتنفسه . و لكنّك تكتشف بعد مدّة أن حبيبتك فضّلت عليك شخصا غنيا و ليس له مستوى تعليمي و سنّه ضعف سنّك. فتعرف أن القول و الفعل متباعدان إلى أبعد الحدود.
يحدثك احدهم عن حب الإنسان للانسان ، و عن الخير لكل البشر ، و يحدثك عن التضحية بالنفس في سبيل الجماعة و مــن أجـــل الإرتقاء بالوطن إلى أعلى الدرجات ، يحدّثك عن التعاون و التآزر و التكـافل الإجتماعي و يوصيك بضرورة مساعدة الآخرين من المحتاجين و المساكين ، و يؤكد لك أن سعادة الإنسان لا تتحقق إلا بسعادة المجتمع الذي يعيش فيه ، و يحثّك على ضرورة التحلي بالقيم الإنسانية الفاضلة . ثمّ تسمع في الغد أنه سافر إلى الخارج و قد اختلس من أموال المؤسسة التي كان يعمل بها مبلغا ضخما . أليس هناك تناقض بين القول والعمل ؟؟؟؟
يحدّثك احدهم طويلا عن يوم الحساب يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم و يحدثك عن الجنّة التي وعد الله بها المتقين من عباده و يحدّثك عن الجحيم الذي ينتظر الخونة و المرتدّين من السّفلة و يحدّثك كثيرا عن راحة القلب و اطمئنان النفس لفعل الخير و طاعة الله و رسوله ، فتشعر براحة لا توصف ، و تقرر أن تهب حياتك كلّها لنيل رضاء الله و إتباعا لطريق الحقّ . لكنّك تكتشف بعد ذلك أنّ محدّثك يتّخذ الدين ستارا يحجب به جرائمه و يحقق من خلاله أطماعه الدنيوية الزائلة أليس هناك تناقض صارخ بين الاقوال والافعال ؟؟؟؟

فيديو YouTube


تستمع إلى خطاب رئيس إحدى الدول الغنية و القوية عسكريا و ماديا فيتحدّث عن العدل و الإنسانية والديمقراطيه ، و يتحدث عن السلام و الخير لكل الناس ، و يتحدث عن حقوق الإنسان و عن التوزيع العادل للثروات ، و يرفض الظلم و السطو و الإستعمار و التدخل في شؤون الدول الأخرى . ثمّ تسمع بعد أيام أنّ هذا الزعيم يشنّ حربا على دولة أخرى لتحقيق أطماع مادية و عسكرية و لتحقيق أهداف آنية و استراتيجية ألا يعكس هذا التناقض بين الاقوال والافعال ؟؟؟؟
هو لا يعطيك أجرا ، و لا يتحكم في مصيرك و لا في حياتك يقول لك كلاما جميلا عن العدل و حرية الرأي و عن حقّ الإختلاف ، و يشجعك على أن تكون منفتحا تعبر عن خلجات صدرك و عن أحاسيسك بتلقائية و وضوح ، و لكن عندما تختلف معه في الرأي يظنّ أنّك تستهدفه و أنّك تحد من سلطته و تحدّ من فعله بل وتحسده ، فيهددك و يشنّ عليك حربا ، و يشوّه صورتك و ينسب إليك من الأفعال ما لم تفعله و من الأقوال ما لم تقله . أليس هناك فارق شاسع بين الاقوال والافعال ؟؟؟؟
إنّ هذه بعض الشواهد الحيّة مما نعيشه و نسمعه كلّ يوم تدلّ على أنّ الفرق شاسع بين القول و الفعل و بين النظرية و الممارسة ، و تؤكد على أنّ المجتمع الذي نعيشه مجرّد مسرحية أبطالها من خيال و أقولها تذروها الرّياح .
مع العلم انه توجد فئة قليلة متمسكة بقول الصدق و تسعى جاهدة إلى أن تتطابق .ولا ننكر لها فضلها فى ذلك وان أقولها مع أعمالها .
فهل ترون أنّ النظرية بعيدة كلّ البعد عن الممارسة ؟ و ما هي أسباب هذا التناقض بين القول و الفعل ؟ و ما هي الطرق الكفيلة بعلاج هذه الظاهرة ؟

1 التعليقات:

العاب تلبيس بنات وميكياج يقول...


شركة مكافحة و ابادة الحشرات

أصبح اللجوء إلى شركة مكافحة الحشرات من الأمور الأولية التي قد تنتج عن وجود الحشرات والقوارض الضارة في العقار، والتي قد تدخل إلى العقارات من خلال الشبابيك المفتوحة ومن خلال الأبواب أو وجود القمامة في المنزل وتأتي أيضا من البلاعات المفتوحة التي تعتبر منبع الحشرات والقوارض الضارة، فقد توفر افضل شركة رش مبيد بالرياض
العديد من الخدمات المختلفة والمتميزة والتي تتمثل في تنظيف العقار وتعقيمه جيدا والتخلص من الأوساخ الموجودة في الحمامات وتقديم خدمة تنظيف الخزانات أيضا، وهذه الخدمات تقدمها الشركة بأفضل الأسعار الممكنة التي تجعلها تتنافس مع باقي الشركات التي تختص بتقديم نفس الخدمات.
شركة رش مبيد بالرياض للاستفسار عن جميع خدمات اضواء الرياض العزل المائي و العزل الحراري بالرياض ي و عزل اسطح و عزل خزانات و عزل فوم وجميع انواع العوازل و رش مبيد و مكافحة حشرات و تسليك مجاري و كشف تسربات المياه و فحص فلل و صيانة مباني و شركة ترميمات منازل بالرياضو نقل عفش و اثاث بالرياض يرجي الاتصال على 0543578920
او زورو موقعنا على الانترنت
www.adwaaelriyadh.com

ابحث في المدونة